الجمعة، 10 أبريل 2015

"تانغر"

كان الفتى يجلس عندما مر عليه شابان , يقول الشاب الاول للثانى :"الله على جمال "تانغر" ,تانغر هذه مدينة رائعة حقا وفاتنة " , رد عليه الشاب الثانى :" معك حق انها فاتنة وآسرة بالفعل ,لم أرد أن أبارحها قط , انها من أجمل المدن التى رأيت ".

سألهم الفتى :"ما هذه ال"تانغر" التى تتحدثان عنها؟". نظروا له فى فضول , ألا تعرف تانغر ؟ انها من أروع المدن فى بلدنا كيف لا تعرفها ؟! كل صغير وكبير ذهب الى "تانغر", يالهذا الفتى كيف له ألا يعرف "تانغر". وتركاه وذهبا فى طريقهما.

تسائل الفتى فى نفسه ,يالها من مدينة رائعة بحق كيف يوجد مثل هذه المدينة التى ذهب اليها كل الناس ولا أعرفها؟ لابد لى أن أبحث عنها وأزورها.

فراح الفتى يسأل عن "تانغر" ... قال له بعض الناس: أنهم فعلا يعرفون" تانغر " انها مدينة رائعة بحق لكن المكوث بها للاسف ليس لفترة طويلة اذ لابد من أن ترحل عنها, وقال له البعض الآخر:"تانغر؟" انها مدينة مجدبة مقفرة يوجد بها الأشواك ,انها مدينة سيئة قبيحة ليس بها أدنى جمال ,لقد خدعك الناس .

احتار الفتى كثيرآ ,أهى جميلة بديعة أم أرض مجدبة مقفرة تملأها الاشواك؟!.

قرر سؤال المزيد من الناس ,قال له البعض الآخر :"تانغر؟",أتسأل عن "تانغر"يا له من اسم سخيف ,ما هذه المدينة أننا لم نسمع بها قط ولا نصدق وجودها ,لقد خدعك الناس.

ازدادت حيرة الفتى أكثر وأكثر ,وقال لابد لى من أن أعثر على تانغر لابد أن أجدها بنفسى وأفصل فى هذا الأمر المحير ,أتوجد تانغر أم لا توجد؟ أهى جميلة أم قبيحة؟ لا بد لى أن أعرف بنفسى .

فمشى فى المدن من مدينة لأخرى بدون تعب أو ملل أخذ يبحث فى جميع الانحاء حتى أخيرا فى نهاية ليل أحد الايام وهو سائر وجدها , لقد وجد "تانغر" يا للروعة

الفتى:"يااااااااااه انها مدينة رائعة بحق جميلة باهرة , ما كل هذه الأنوار المتلئلئة البديعة وما هذه الألعاب التى لم أر مثلها من قبل فى أى مدينة ملاهى وما هذه الورود الكثيرة التى تزين جميع أنحاء المدينة , الناس فى كل مكان وكلهم سعداء ,انها موجودة بالفعل وهى جميلة أيضا ,عندما أرجع لموطنى سأخبر الجميع عنها."

أخذ يتنقل الفتى فى أنحاء المدينة حتى بزغ الفجر وهم جميع الناس بالانصراف ولم يبقى غيره ,هنا حدث شىء مذهل ,لقد بدأت المدينة تتبدل الأنوار تنطفأ ,الألعاب تختفى والورود تذبل وتندسر ولا يبقى منها غير الأشواك , أصبحت المدينة أرض مجدبة مقفرة تملؤها الأشواك؟؟.

ياااااااا الله ما هذا الذى يحدث احتار الفتى كثيرا وأخذ يفكر , لقد فهم الأمر "من وصل ل "تانغر " ليلا رآها مدينة جميلة بديعة كلها بهجة وسعادة ,ومن وصلها نهارآ رآها أرض مجدبة مقفرة قبيحة مليئة بالاشواك ومن لم يصلها لم يعترف بوجودها , اذا لقد عرف سر "تانغر" .

"تانغر " مثلها مثل الحب من ذاق نعيمه اعترف به وأشاد بروعة الحب حب الصبا والشباب الذى لا يعرف غير السعادة ,ومن فشل فى حبه عندما زال كل سحر الحب وروعته رآه سىء قبيح مجدب ملىء بالأشواك , ومن لم يذق الحب فى حياته انكره ولم يعترف به ... فلتؤمن بوجود الحب وتخوض فيه بنفسك حتى تعرف أهو مدينة جميلة أم أرض مجدبة مليئة بالأشواك ,فالتبحث عن "تانغر" الخاصة بك .

لقاء أحمد محمد